الجزء الثاني (3)..
(3)..
ابتلع ليث قطعة من قطع اللحم الدائرية الشكل، و هو يقرأ اللافتة التي تصف ما يأكله بالضبط باللغة الانجليزية: " قطع من لحم مُتبلة ببهارات و ليمون الحامض، تجمعها عصا رفيع و تشوى على فحم هادئ " فهذي اللافتة خصصت للسياح فقط! و تناول ليث قطعة أخرى و قال للبائع محاولا أن يهضم قطع اللحم بصعوبة:" لقد .. لقد نسيت أن تكتب أنها بهارات حارة..!"
ضحك البائع العجوز قائلا:" و ما أدراني بذلك.. لقد طلبت من حفيدي أن يكتب هذه اللائحة لي."
-"ما اسمه؟! "
-" إليــاس .." قال الرجل مبتسما..
و رد ليث سائلا : " و أين ذهب الأن؟!"
-" قال انه ذاهبا لشراء بعض من الألعاب الكترونية!"
فكر ليــث في نفسه .. " الياس الغبي! يظن أنني لا أعلم عن أخباره.. فهذا العجوز هو المصدر الأول لأخبارك.."
أدار ليث رأسه و اتكأ على حائط الخشبي الصغير، و شهيته مفتوحة لابتلاع قطع اللحم الحارة. و لم يفكر أبدا أن هذه اللحظة التي يراها الآن أمامه تغير مجرى حياته من جديد. و أعاد إليه ماض الذي حاول جاهدا نسيانه. كان المشهد من الفتاة التي رآها أمامه الآن.. أنها الفتاة التي اختار الجامعة التي يدرسها الآن من أجلها، ليراها أمامه طوال الوقت. الفتاة التي وعدته ان تبقى بجانبه مهما كلفهما الأمر ، الذي بقيا معا طيلة 5 السنوات الماضية. شعر ليث بكيانه فرحة تغمره، فرحة لم يشعر بها منذ زمن طويل. منذ ذلك اليوم الذي توقف عن رؤية أجمل فتاة على الأرض كله بالنسبة له. بل منذ ذلك اليوم الذي طلبت منه ان تتوقف عن رؤيته و التوقف عن محادثته.
-" رؤى..." نطق ليث باسمها و شعر انه نفسه قد يتوقف لبرهة، فمنذ سبعة شهور لم ينطق بهذه الحروف ببن شفتيه.
رؤى كانت تمشي مع مجموعة من الفتيات و هي ترتدي أجمل و أغلى الملابس كعادتها، تميزت برشاقتها و أناقتها التي يميزها دائما بين مجموعة الفتيات. صوت ضحكاتهن العالية تسمع في وسط الازدحام. لم يستطع ليث إبعاد عينيه الليليتين منها، بقي يراقبها كعادته عن بعد حتى ابتعدت عن أنظاره.
" يبدو انك على ما يرام من دوني..." همس ليث لنفسه وحول نظره الى جهة أخرى، و التهم آخر قطعة من اللحم. و حينها لم ينتبه برؤى حين استدارت الى الخلف لتنظر نحوه راجية ان ينظر نحوها.
أدار ليــث رأسه و أوشك أن يطلب قطع أخرى من اللحم و لكنه توقف عن الكلام حين وجد زميلته التي سماها بـ : " التائهة ". استدارات آيــة لدى سماعها هذا اللقب الذي أطلق عليها حديثا بالجامعة و استعدت للاعتراض و لكن شيئا ما أوقفها حين رأت زميلها ليث أمامها.
-" أهــــــذا أنت؟!"
-" مـ .. من؟! نعم .. نعم.."
-" يا لهذا الحظ الرائع..!" قالت آيــة بسعادة
ذهب تفكير ليث الى أبعد حدود و لم يستطع إيقافه و هو يتحدث في نفسه " ما الذي تقصده بالحظ الرائع"
و أكملت آية بسؤالها :" قل لي ما اسمك ..؟ ثانية؟!"
و أكمل ليث حديثه لنفسه ، يبدو ان تفكيري لم يرحل بعيدا فهي لا تذكر اسمي. أحس ليث بأن شيئا ما بلع لسانه و لم يستطع ان ينطق اسمه. " أدعـ .. ادعــ .. ى.. اممم .. ليــ .. ليث... نعم ..ليث..."
-" نعم .. ليث.. .. لقد كنت أبحث عنك..."
-" تبحثين عني؟! "
هزت آية راسها ايجابيا و قالت: " نعم..أتذكر ذلك اليوم الذي اصطدمت بي ..؟!"
-" ما.. ماذا به؟!"
-" لقد سقطت اوراقي و اوراقك على الأرض و قد قمت بجمعها عني .. فأنا لا أجد بعضٍ من أوراقي..فأنا أشك بأنها بين ملفاتك التي كانت معك آنذاك.."
-" بين ملفاتي.. ؟! لكنني .. لست متأكدا.."
-" هلا ذهبت و بحثت عنها من فضلك؟ فأنها مهمة للغاية ، فهي لمشروع ابنة خالي أمل و عليها ان تسلم مشروعها قبل الساعة العاشرة غدا.."
-" أسف حقا لتسبب مثل هذه المشكلات.."
-" لا .. بأس.." قالت آية و كلفت نفسها حينها بابتسامة.
رفع ليث يده نحو شعره الأسود الناعم الذي يصل طوله على رقبته. و بدأ يفكر و هو يحرك شعره بحركة يده قائلا: " لكن.. هذه الملفات ليست معي الآن.."
-" أين هي..؟"
-" لقد وضعتها في ملف واجبات الحاسوب و قد سلمته بالأمس للمعلم.."
شعرت آيــة ان الزمن قد توقف بين كلمات ليث، و تغير ملامحها إلى حزن شديد و كادت تبكي. جلست على رجليها على الأرض مستسلمة.
وقف ليث في مكانه دون حراك عندما رأى آية فاقدة أمل و حاول بطريقة و أخرى أن يساعدها بأي شي كان. و وقف يفكر معها بطريقة لإرجاع هذه الأوراق المفقودة التي يظن انه من أحدى المسببات لفقدها الأوراق. حاول ان يرتب كلماته بجمله مفيدة و قال لها :"ما رأيك ان نذهب الى مكتب المعلم و نطلب منه الملف؟!"
رفعت آيــة رأسها الى الأعلى محدقة بعيني ليث الذي أدار رأسه في جهة أخرى. و فكرت لبرهة و وقفت مكانها و قالت:" هل تظن انه سيكون هناك؟"
-" لســت واثقا ، لكن لا مانع من المحاولة.." قال و محاولا ان يرسم ابتسامة على وجهها.
ابتسمت آية و قالت :" لنذهب.."
***
سلكا ليث و آيــة طرقا عدة ليصلا الى جامعتهم، ليحضرا الملف الذي به الأوراق المفقودة لمشروع أمل ابنة خال آية، و قد سلم ليث ملفه للمعلم شهاب بالأمس من دون ان ينتبه لوجود أوراق أخرى تتعلق بــآية. متأملان بوجود السيد شهاب في الجامعة في هذا الوقت المتأخر.
دخلا غرفة المعلمين من دون أي دليل يحثهما عن مكان المعلم شهاب. سأل ليث إحدى المعلمين الذي كان يتناول وجبة العشاء في مكتبه. و أخبره أن المعلم في المختبر يفحص الحواسيب المعطلة.
توجها نحو المختبر و وجدا المعلم شهاب جالسا في نهاية المختبر، يقرأ إحدى الكتب. استدار ليث إلى الخلف لينظر نحو آية :" هل ستدخلين أم سأدخل أنا..؟"
-" ادخل انت و قل له انك وضعت واجباتك لمادة الإحصاء في ملفك لواجبات الحاسوب بالخطأ.."
هز ليث رأسه ايجابيا وبلل شفتيه و من ثم مد يده ليمسك بمقبض الباب لبرهة فيما استنشق نفسا عميقا و فتح الباب، و تبعته آيــة من خلفه. رفع المعلم شهاب رأسه بنظراته الحادة نحو الطالبين اللذان يبحثان عن الملف. ارتعشا جسمهما خوفا من نظراته، فأنه معلم حاد مزاج و لا يتفاهم بسرعة و كما انه وبخهما الاثنان معا في الأسبوع الماضي.
حاولا ان يتكلفا بابتسامة و لكن المعلم سبقهم بابتسامته الخبيثة: " أنتمـــــا من جديد؟!"
تبادلا ليث و آية نظراتهم بخوف و قد تذكرا هذا الموقف الأسبوع الماضي ، حين أوقفهما المعلم في المكان نفسه وبقي يوبخهما بعذر أنهما هربا من الحصة.
حتى حبس ليث أنفاسه و نطق بأحرفه الأولى :" مرحــ .. مرحبا معلمي.. لقد.. لقد جأنا .. انا و زميلتي.. " و أشار نحو آية التي هزت رأسها ايجابيا عندما ذكرها و أكمل القول :" لأخذ ملفي .. فلقد وضعت واجبات زميلتي لمادة الحساء بالخطأ في ملفي.."
حملقت آية بعينيه و همست :" ليس الحساء بل الإحصاء.." نطر ليث بعينيها و عاد يصحح جملته من جديد.." أقصد واجبات الإحصاء..." و هو يحرك يديه مرتبكا.
وقف الأستاذ شهاب تاركا الكتاب الذي كان يقرأه على الطاولة و اقترب نحوهما خطوة بخطوة. حتى شعرا ليث و آية أن إعصار متوهج قادم ليحسم مصيرهما و ابتلعا ريقهما...
اقترب المعلم و هو يحدق بعينيهما ، ارتبكا و أخفضا رأسهما للأسفل و من ثم اقترب المعلم نحو آية و قرب وجهه الى وجهها و قال :" هل سأصدقه أم لا؟!"
شعرت آية بأن شخص ما رماها على حجر في وسط المحيط و في جو هائج وحيدة و محاطة بأسماك القرش التي تنتظرها لوجبه عشاء لذيذة و لا تستطيع طلب النجدة. حدقت في عيني الأستاذ و رفرفت بعينيها دون ان تتفوه بأي كلمة أخرى.
أظهر الأستاذ ابتسامته الخبيثة مرة أخرى و من ثم غير اتجاه عينيه نحو ليث قائلا:" و ماذا تفعل أوراق مشروع تخرج في ملف طالب ما زال في السنة التأسيسية ؟!"
حدق ليث في عيني معلمه القبطان الشرير ذو عين واحدة و رجل خشبي الذي يهدد البحار ليث بأن يرميه من السياج الخشبي إلى البحر العميق و الموج الهائج و قرش وحشي جائع ينتظر ليلتهمه.
هنيئا لك أيها القرش يبدو انك ستحصل على وجبتين شهيتين اليوم!
أنتظر أيها القرش! ما زلت تحتاج الى التوابل !
ابتلع ليث قطعة من قطع اللحم الدائرية الشكل، و هو يقرأ اللافتة التي تصف ما يأكله بالضبط باللغة الانجليزية: " قطع من لحم مُتبلة ببهارات و ليمون الحامض، تجمعها عصا رفيع و تشوى على فحم هادئ " فهذي اللافتة خصصت للسياح فقط! و تناول ليث قطعة أخرى و قال للبائع محاولا أن يهضم قطع اللحم بصعوبة:" لقد .. لقد نسيت أن تكتب أنها بهارات حارة..!"
ضحك البائع العجوز قائلا:" و ما أدراني بذلك.. لقد طلبت من حفيدي أن يكتب هذه اللائحة لي."
-"ما اسمه؟! "
-" إليــاس .." قال الرجل مبتسما..
و رد ليث سائلا : " و أين ذهب الأن؟!"
-" قال انه ذاهبا لشراء بعض من الألعاب الكترونية!"
فكر ليــث في نفسه .. " الياس الغبي! يظن أنني لا أعلم عن أخباره.. فهذا العجوز هو المصدر الأول لأخبارك.."
أدار ليث رأسه و اتكأ على حائط الخشبي الصغير، و شهيته مفتوحة لابتلاع قطع اللحم الحارة. و لم يفكر أبدا أن هذه اللحظة التي يراها الآن أمامه تغير مجرى حياته من جديد. و أعاد إليه ماض الذي حاول جاهدا نسيانه. كان المشهد من الفتاة التي رآها أمامه الآن.. أنها الفتاة التي اختار الجامعة التي يدرسها الآن من أجلها، ليراها أمامه طوال الوقت. الفتاة التي وعدته ان تبقى بجانبه مهما كلفهما الأمر ، الذي بقيا معا طيلة 5 السنوات الماضية. شعر ليث بكيانه فرحة تغمره، فرحة لم يشعر بها منذ زمن طويل. منذ ذلك اليوم الذي توقف عن رؤية أجمل فتاة على الأرض كله بالنسبة له. بل منذ ذلك اليوم الذي طلبت منه ان تتوقف عن رؤيته و التوقف عن محادثته.
-" رؤى..." نطق ليث باسمها و شعر انه نفسه قد يتوقف لبرهة، فمنذ سبعة شهور لم ينطق بهذه الحروف ببن شفتيه.
رؤى كانت تمشي مع مجموعة من الفتيات و هي ترتدي أجمل و أغلى الملابس كعادتها، تميزت برشاقتها و أناقتها التي يميزها دائما بين مجموعة الفتيات. صوت ضحكاتهن العالية تسمع في وسط الازدحام. لم يستطع ليث إبعاد عينيه الليليتين منها، بقي يراقبها كعادته عن بعد حتى ابتعدت عن أنظاره.
" يبدو انك على ما يرام من دوني..." همس ليث لنفسه وحول نظره الى جهة أخرى، و التهم آخر قطعة من اللحم. و حينها لم ينتبه برؤى حين استدارت الى الخلف لتنظر نحوه راجية ان ينظر نحوها.
أدار ليــث رأسه و أوشك أن يطلب قطع أخرى من اللحم و لكنه توقف عن الكلام حين وجد زميلته التي سماها بـ : " التائهة ". استدارات آيــة لدى سماعها هذا اللقب الذي أطلق عليها حديثا بالجامعة و استعدت للاعتراض و لكن شيئا ما أوقفها حين رأت زميلها ليث أمامها.
-" أهــــــذا أنت؟!"
-" مـ .. من؟! نعم .. نعم.."
-" يا لهذا الحظ الرائع..!" قالت آيــة بسعادة
ذهب تفكير ليث الى أبعد حدود و لم يستطع إيقافه و هو يتحدث في نفسه " ما الذي تقصده بالحظ الرائع"
و أكملت آية بسؤالها :" قل لي ما اسمك ..؟ ثانية؟!"
و أكمل ليث حديثه لنفسه ، يبدو ان تفكيري لم يرحل بعيدا فهي لا تذكر اسمي. أحس ليث بأن شيئا ما بلع لسانه و لم يستطع ان ينطق اسمه. " أدعـ .. ادعــ .. ى.. اممم .. ليــ .. ليث... نعم ..ليث..."
-" نعم .. ليث.. .. لقد كنت أبحث عنك..."
-" تبحثين عني؟! "
هزت آية راسها ايجابيا و قالت: " نعم..أتذكر ذلك اليوم الذي اصطدمت بي ..؟!"
-" ما.. ماذا به؟!"
-" لقد سقطت اوراقي و اوراقك على الأرض و قد قمت بجمعها عني .. فأنا لا أجد بعضٍ من أوراقي..فأنا أشك بأنها بين ملفاتك التي كانت معك آنذاك.."
-" بين ملفاتي.. ؟! لكنني .. لست متأكدا.."
-" هلا ذهبت و بحثت عنها من فضلك؟ فأنها مهمة للغاية ، فهي لمشروع ابنة خالي أمل و عليها ان تسلم مشروعها قبل الساعة العاشرة غدا.."
-" أسف حقا لتسبب مثل هذه المشكلات.."
-" لا .. بأس.." قالت آية و كلفت نفسها حينها بابتسامة.
رفع ليث يده نحو شعره الأسود الناعم الذي يصل طوله على رقبته. و بدأ يفكر و هو يحرك شعره بحركة يده قائلا: " لكن.. هذه الملفات ليست معي الآن.."
-" أين هي..؟"
-" لقد وضعتها في ملف واجبات الحاسوب و قد سلمته بالأمس للمعلم.."
شعرت آيــة ان الزمن قد توقف بين كلمات ليث، و تغير ملامحها إلى حزن شديد و كادت تبكي. جلست على رجليها على الأرض مستسلمة.
وقف ليث في مكانه دون حراك عندما رأى آية فاقدة أمل و حاول بطريقة و أخرى أن يساعدها بأي شي كان. و وقف يفكر معها بطريقة لإرجاع هذه الأوراق المفقودة التي يظن انه من أحدى المسببات لفقدها الأوراق. حاول ان يرتب كلماته بجمله مفيدة و قال لها :"ما رأيك ان نذهب الى مكتب المعلم و نطلب منه الملف؟!"
رفعت آيــة رأسها الى الأعلى محدقة بعيني ليث الذي أدار رأسه في جهة أخرى. و فكرت لبرهة و وقفت مكانها و قالت:" هل تظن انه سيكون هناك؟"
-" لســت واثقا ، لكن لا مانع من المحاولة.." قال و محاولا ان يرسم ابتسامة على وجهها.
ابتسمت آية و قالت :" لنذهب.."
***
سلكا ليث و آيــة طرقا عدة ليصلا الى جامعتهم، ليحضرا الملف الذي به الأوراق المفقودة لمشروع أمل ابنة خال آية، و قد سلم ليث ملفه للمعلم شهاب بالأمس من دون ان ينتبه لوجود أوراق أخرى تتعلق بــآية. متأملان بوجود السيد شهاب في الجامعة في هذا الوقت المتأخر.
دخلا غرفة المعلمين من دون أي دليل يحثهما عن مكان المعلم شهاب. سأل ليث إحدى المعلمين الذي كان يتناول وجبة العشاء في مكتبه. و أخبره أن المعلم في المختبر يفحص الحواسيب المعطلة.
توجها نحو المختبر و وجدا المعلم شهاب جالسا في نهاية المختبر، يقرأ إحدى الكتب. استدار ليث إلى الخلف لينظر نحو آية :" هل ستدخلين أم سأدخل أنا..؟"
-" ادخل انت و قل له انك وضعت واجباتك لمادة الإحصاء في ملفك لواجبات الحاسوب بالخطأ.."
هز ليث رأسه ايجابيا وبلل شفتيه و من ثم مد يده ليمسك بمقبض الباب لبرهة فيما استنشق نفسا عميقا و فتح الباب، و تبعته آيــة من خلفه. رفع المعلم شهاب رأسه بنظراته الحادة نحو الطالبين اللذان يبحثان عن الملف. ارتعشا جسمهما خوفا من نظراته، فأنه معلم حاد مزاج و لا يتفاهم بسرعة و كما انه وبخهما الاثنان معا في الأسبوع الماضي.
حاولا ان يتكلفا بابتسامة و لكن المعلم سبقهم بابتسامته الخبيثة: " أنتمـــــا من جديد؟!"
تبادلا ليث و آية نظراتهم بخوف و قد تذكرا هذا الموقف الأسبوع الماضي ، حين أوقفهما المعلم في المكان نفسه وبقي يوبخهما بعذر أنهما هربا من الحصة.
حتى حبس ليث أنفاسه و نطق بأحرفه الأولى :" مرحــ .. مرحبا معلمي.. لقد.. لقد جأنا .. انا و زميلتي.. " و أشار نحو آية التي هزت رأسها ايجابيا عندما ذكرها و أكمل القول :" لأخذ ملفي .. فلقد وضعت واجبات زميلتي لمادة الحساء بالخطأ في ملفي.."
حملقت آية بعينيه و همست :" ليس الحساء بل الإحصاء.." نطر ليث بعينيها و عاد يصحح جملته من جديد.." أقصد واجبات الإحصاء..." و هو يحرك يديه مرتبكا.
وقف الأستاذ شهاب تاركا الكتاب الذي كان يقرأه على الطاولة و اقترب نحوهما خطوة بخطوة. حتى شعرا ليث و آية أن إعصار متوهج قادم ليحسم مصيرهما و ابتلعا ريقهما...
اقترب المعلم و هو يحدق بعينيهما ، ارتبكا و أخفضا رأسهما للأسفل و من ثم اقترب المعلم نحو آية و قرب وجهه الى وجهها و قال :" هل سأصدقه أم لا؟!"
شعرت آية بأن شخص ما رماها على حجر في وسط المحيط و في جو هائج وحيدة و محاطة بأسماك القرش التي تنتظرها لوجبه عشاء لذيذة و لا تستطيع طلب النجدة. حدقت في عيني الأستاذ و رفرفت بعينيها دون ان تتفوه بأي كلمة أخرى.
أظهر الأستاذ ابتسامته الخبيثة مرة أخرى و من ثم غير اتجاه عينيه نحو ليث قائلا:" و ماذا تفعل أوراق مشروع تخرج في ملف طالب ما زال في السنة التأسيسية ؟!"
حدق ليث في عيني معلمه القبطان الشرير ذو عين واحدة و رجل خشبي الذي يهدد البحار ليث بأن يرميه من السياج الخشبي إلى البحر العميق و الموج الهائج و قرش وحشي جائع ينتظر ليلتهمه.
هنيئا لك أيها القرش يبدو انك ستحصل على وجبتين شهيتين اليوم!
أنتظر أيها القرش! ما زلت تحتاج الى التوابل !
1 التعليقات:
seriously it's a j-drama XD sorry i read it late but u know college work and all
wow it's getting pretty interesting :p update 0.0
إرسال تعليق