(5)...

(5)...

يمر يوما أخر في من يوم جامعي جديد. هده المرة تبدأ بحصة " مبادئ الحاسوب". بقي ساعة أخرى لبدأ المحاضرة. و كعادتها تبدأ لجين بالتذمر فهي تكره أوقات الفراغ.

-"تعبت قدماي من المشي.."

ترد لها آية و هي تنزل الدرج :" ما كان عليك ارتداء الكعب العالي لجين "

تنهدت لجين :" لقد كرهت الجامعة!"

-" ما زلنا في بداية المشوار.. فأنا لم أحفظ طرق هذه الجامعة الكبيرة بعد!" قالت آية للجين

تخطط ليــاء بطريقة ما لإبعاد آية فهي ترغب بإخبار لجين شيئا ما. فقد أشارت نحو لجين بعلامة لذلك دون ان تراهما آية حتى تتفقان على ابعادها.

بدأت ليــاء بذلك :" آيــة.."

-" نعــم ليـاء..؟"

-" أنا عطشه ، هلا ذهبت لشراء قارورة ماء..؟!"

-" اممم ، لكن المطعم بعيد من هنا يا ليـاء .. هل انتظرتي بعد المحاضرة؟!"

-" لا...أنا عطشه جدا.."

-" أخبري لجين لتذهب.."

-" لجين ترتدي الكعب العالي.. فلا تستطيع أن تسرع مثلك .."

تنهدت آية و قالت :" يا الهي .."

رن هاتف النقال لليــاء ، تبادلا لجين و ليــاء نظراتهما توترا حتى قررت ليـاء اغلاق الهاتف دون أن ترد. سألتها أية:" لماذا أغلقتي هاتفك ليــاء ..؟!"

-" لا .. لا .. ليس لسبب معين!"

-" من يكون يا ترى ؟ دعيني أرى.." قالت آية

-"لا ..لا داع لذلك يا حبيبتي.."

حاولت آية سحب هاتفها من يدها، زمجرت لجين و صرخت في وجه آية :" توقفي عن ذلك آية..". قطبت آية حاجبيها و قالت لها:" لا دخل لكِ بالموضوع، فأنا و ليـاء متفاهمات..فهي لا تخبأ عني شي ، أليسا صحيحاً ليـاء..؟"

أحست ليــاء ان نبضات قلبها تتسارع بقوة شديدة ، و شعرت بذنب كبير فهي تخبأ أكبر سر يتعلق بآية عنها. حتى حاولت ان تغير الموضوع قائلة :" آية .. حبيبتي .. لا عليكِ .. هيا لنذهب الى المحاضرة .."

-" لا بأس يا ليـاء .. اذهبي أنت مع لجين .. سأذهب لشراء شي بارد يروي عطشك .."

- " لا بأس .. لم أعد عطشه..!"

قاطعتهما لجين ما زالت محاولة للإبعاد آية من هنا :"نعم .. آية .. اذهبي و اشتري لنا مشروبا باردا"

-" أعلم انك ترغبين بالتخلص مني.. فأنت لا ترغبين بإخباري بأسرارك.." قالت آية لها..

-" أنا حرة بأسراري !" أجابتها لجين بغضب..

أخرجت آية لسانها لها لإغاظتها و قالت:" لا بأس .. يكفي ان لدي ليـاء .. فهي ليست مثلك .." و أسرعت نزولا من الدرج حتى لا تصيدها لجين كأيام المدرسة و تضربها مثل الأطفال على هذه العادة حتى اختفت عن أنظارهما.

ازفرت لجين غضبا قائلة :" يا لها من فضولية!!"

"بل طيبة القلب.. فهي تهتم بنا كثيــرا و تخاف علينا..!" أجابتها ليــاء و هي تنظر نحو أسفل الدرج

-" لا عليكِ الآن .. دعينا في موضوعنا .. لقد كان هو صحيح؟!"

-" نعم ،.."

-" هيا، اتصلي به الآن... سيغضب اذا تأخرتِ .."

أخذت ليــاء الهاتف و اتصلت به .. بـعلاء. حتى أجاب لها:" مرحبــا حبيبتي .. لماذا أقفلتِ المكالمة في وجهي..؟!"

-" آسفة يا عزيزي .. كنت في الصف و زميلاتي كانوا معي.."

-" لا بأس .. أين أنتِ الآن؟"

-" في حديقة الجامعة.."

-" كيف كان يومك الأول بالجامعة يا عزيزتي..؟"

-" لا بأس به.."

-" ما بك؟ هل هنالك شيئا ما يضايقك؟!"

-" لا .. لا شي.."

-" جيد اذا، اسمعي.. فأنا قادم من السفــر في أسبوع القادم .. فأنا أتأمل رؤيتك .."

-" اممم.. سأحاول.."

-" جيد يا حلوتي.. اهتمي بنفسك .. مع السلامة.."

و أقفل السماعة.. و توجهتا لياء و لجين الى محاضرتهما.



***

في غرفة الحاسوب يصغي الجميع الى محاضرة مملة أخرى عن يوم الأول و عن السنة التأسيسية. لكن هذه المرة أستاذ عجوز كئيب لا يجيد رد الابتسامة أو الحديث الطيب. لطالما أحبت لجين العجائز حين وصفتهم بأنهم طيبو القلب و لكن يبدو أنها ستغير رأيها الآن. لا يبدو على هذا المعلم انه في مزاج جيد على الإطلاق. و بدأ بالشرح دون أن ينتظر لقدوم الطلبة المتأخرين. شرح للطلبة كيف تشغيل الأجهزة و الدخول باسم مستخدم خاص به فكل طالب في الجامعة لديه اسم مستخدم خاص به. و طلب من كل طالب ان يشغل جهازه. بحث الطلبة عن بطاقاتهم في ملفاتهم التي بها معلوماتهم الخاصة في الجامعة و سرعان ما أشغلوا الجهاز. بعضهم قد اعتذر للمعلم انه فقد بطاقته و ألقى توبيخا و شخص آخر قد نسيه و منهم ليث الذي ارتبك حين لم يجد بطاقته في الملف الخاص به.

سأله إلياس حين رآه يبحث :" لا تقل لي أنك فقدت بطاقتك؟! "

أجابه ليث و هو يبحث في جيوب قميصه :" لا أذكر أين وضعته!"

" ابحث جيدا ليث ، فستكون في ورطة أن لم تجده.." قال له سامي

حينها حدقوا جميعهم بالمعلم ، و عيناه تلمعان شرا و هو يحدق بشدة نحو الطلبة كأنهم يهددهم بأخر يوم في حياتهم. ابتلع ليث ريقه و رفع ذراعه الى أعلى و بكل خوف كأنه يستسلم لمصيره. و قال :" معلمي.. لقد .. لقد نسيت بطاقتي في المكتبة..!"

غير المعلم اتجاه عينيه بكل سرعة نحوه و بقي يحملق بعيني ليث بثوان، و من ثم أشار له بحركة برأسه أن يذهب و يبحث عنه. وقف ليث في مكانه و أسرع نحو الباب ليخرج حتى وصل الى المصعد.

***



آية ما زالت تعاني وقتا عصيبا في البحث، لقد نسيت آخر مرة كيف ذهبت إلى المقهى. فلا تلام على ذلك على الإطلاق. فالجامعة كبيرة و تكثر بها ممرات عدة. أشعر كأنني تائهة في غابة !" قالت آية باستسلام و هي تضع يديها على خصرها. تأففت و أكملت المشي حتى وصلت الى اخر ممر في المبنى فنظرت حوليها لا يوجد مخرج آخر. وقررت أن تتصل لليــاء و تعتذر لها بأنها لم تجد المقهى و همت بالبحث في حقيبتها عن نقالها و لكنها توقفت عن ذلك حين سمعت صوت أقدام يقترب منها. رفعت رأسها لترى المعلم عمران أمامها عن بعد متر. المرعب في كل مكان ، ابتسم لها و قال:" مرحبا آية .."

أجابتها آية :" بـ .. بخير .. "

ابتسم المعلم ثانية و ساد الصمت لبرهة من دون أن يحدق كل واحد على الآخر. قررت آية لبدأ الحديث و لكنها توقفت عين لاحظت أمل أخت ليــاء تلوح لها من خلف معلم عمران تناديها.

-" عذرا معلمي .. علي الذهاب.." قالت آية

-" أوه، حسنــأ .." ابتسم لها المعلم و وقف جانبا يراقبها حتى وصلت الى أمل.



قدمت آية نحو أمل و ألقت عليها التحية.

-" مرحبــا آية..!"

-" أهلا أمل.. كيف حالك؟"

-" بخير.. أين تلك البلهاء..؟!"

ضحكت آية ضحكة مكتومة و قالت :" في المحاضرة.."

-"لا بأس.. خذي هذه الأوراق .. أعطيها لليـاء لتوصلها لوالدي.. فأنا أتأخر بالعودة... لا تهمليها فأنها أوراق مهمة !"

-" حاضر.. لكن كان من الأفضل أن تضعيها في ظرف أو ملف ما؟!"

" لم يكن لدي وقت كاف لشرائه.... و ماذا عنكِ ؟ لما انتِ هنا؟!"

-"أنا؟! ... أنا تائهة هنا.. فأنا أبحث عن المقهى.."

-" أنت قريبة من المقهى.. انه أمامك بعد مواقف السيارات هذه.."

أدارت آية الى الخلف و رأت أمامها العديد من المواقف السيارات و عادت تنظر نحو أمل و لكنها اختفت بسرعة. تمنت آية لو أن أمل تدلها على الطريق و يبدو عليها أن تبحث بنفسها. مسكت آية الأوراق بين ذراعيها و مشت نحو السيارات و هي مسرعة كالبرق فهي لا تنسى انها قد تأخرت من حصتها. فصدمها شخص ذو جسد قوي بقوة و أسقطها على الآرض من دون قصد حتى تناثرت جميع أوراقها على الأرض. فرفعت رأسها مستعدة لتشتم شتما قوياً فهي ليست في مزاج ، أغلقت فمها حين رأت الشخصية الغامضة مقوسا ظهره اعتذارا.

وقفت آية و قالت:" ألا ترى أمامك؟!"

-" لقد كنت مسرعاً.."

نظفت آية بلوزتها من الغبار و حتى لاحظت ان السيد الغامض يرفع الأوراق المتناثرة و جمعها معا و أخذه أوراقه منها و سلم بقية الأوراق لآية دون أن أي أنطق بحرف. أخذت آية الأوراق من يده و قالت له :" انتبه في المرة القادمة .. "

مرر عينيه بعينيها لثانية واحدة فقط و لم يجبها بل أكمل طريقه الى المبنى الآخر و صعد الدرج. استدارت آية الى الخلف لتنظر نحوه و تمتمت :" ما باله؟! " و ذهبت آية الى طريق معاكس نحو المقهى.

يمشي ليث بين طرقات الجامعة نحو صفه و وقف لبرهة بجانب النافذة ينظر نحو السماء ، شعر في نفسه بشعور غريب ينتابه و شعر بفراغ كبير بداخله. شعر بأنه فقد شيئا من نفسه. حاول ليث يغير مجرى تفكيره و يعمق تركيزه في الدراسة و الأوراق التي بيده. جيد انه ركز بين الأوراق لأنه لم يجد بطاقته بينها. نظر نحو الصف .. لا ..لا .. فليث ليس مستعدا للشنق بعد! " بطاقتي معها! .. نعم ..بطاقتي معها..". ركض ليث نحو الدرج مسرعا و شعره يتطاير مع الهواء و نزل نحو مواقف السيارات .." ليست هنا!" .. و هم نحو المقهى ليبحث عنها..

يمر الوقت أثناء المحاضرة وتتحدثان لياء و لجين بصوت خافت، فلقد شعرتا بملل من ثرثرة المعلم الذي لا يكتفي من تحدياته الشريرة كأنه لم تملي عليه أشكال الطلبة ، قالت لياء و هي تهمس للجين:" لقد تأخرت آيـــة!!" لياء للجين..

" لا تقلقي ...سوف تعود! الآن قولي لي .. كيف ستلتقين بـ علاء...؟"

-" امم .. لم أفكر بعد؟!"

-" ألن تشترين له هدية أو ما شابه ذلك..؟"

-" ماذا سوف أشتري له؟!"

-" امم ... ورود...!"

-" لا أعلــم.."

-" أذكر أن آيـــة قامت بإحضار ورود له ..!"

حدقت لياء بعينيها.. و من ثم قالت لجين:" قصدت في الأيام التي كان يحب فيها آية.."

أعادت لياء النظر نحو الحاسوب الذي أمامها و بدأت تفكر بعمق.." علاء كان شخصا يحب آية قبلي.. لا تعلم آية بأنه تركها من أجلي.. لقد كان يستغل آية .. ليقترب مني و يعرف عني .. فآية لا تعلم عن هذا سر.. عدا لجين .. فقد كانت تساعد علاء لذلك..لا أعلم أيضا .. لماذا لجين قامت بهذا رغم أنها كانت تعلم أن علاء يستغل آية..لم تكترث بآية .. بل بي.. و كانت وسيطا بين علاء و آية .. وبين علاء و بيني في الوقت نفسه ..لقد أحبته آية كثيراً و تأثرت كثيرا بفراقه.. و ما آلمها أكثــر حين علمت بأن علاء فارقها من أجل فتاة أخرى..ولا تعلم ان تلك الفتاة التي كرهتها و بغضتها .. هي أنا...صديقتها التي تحبها و لا ترغب بفراقها... "





في وقت نفسه، تخرج آية من المطعم و معها كيس بداخلة مشروبات باردة، خرجت من المبنى حتى شعرت بقبضة يمسك بذراعها. نظرت نحو ذراعها و رفعت عينيها لترى فتاة بغاية جمال تبتسم لها و هي تمسك بذارعها. اندهشت آية و ابتسمت لها بعد تردد. تكلمت الفتاة و سألتها بابتسامة كبيرة :" هل لك أن تدليني عن موقع الإدارة..؟!"

جيد انها سألت عن الإدارة ، فهو المكان الوحيد الذي تتذكره آية جيدا حين قدمت مع والدها للتسجيل ، " بالطبع .. اتبعيني .." قالت لها آية بكل فخر.

-" شكرا لكِ و أعتذر لإزعاجك.."

هزت آية رأسها نفيا قائلة :" لا عليكِ.. فهو في طريقي .."

ابتسمت لها الفتاة و مشيا معا. سألتها أية:" هل أنت في سنة متقدمة من الدراسة؟!"

-" لا..ما زلت في بداية مشواري.."

-" أحقا؟! .."

ابتسمت الفتاة لها و قالت:" ماذا عنكِ؟"

-" أنا كذلك ، في السنة التأسيسية.."

-”جيد.. أدعى رؤى .. فأنا ابنة عميد الجامعة..هل لنا أن نصبح صديقات؟!"

انبهرت آية كثيراً لسماعها ذلك ، فابنة عميد الجامعة تطلب صداقتها .. يا لهذا الحظ الرائع! تحدث آية نفسها، ليس بالأمر شك..فهي ترتدي أجمل الملابس و أغلاها و بدت أنيقة جدا بثوب رقيق و حذاء خفيف ذو كعب عال.. بعكس آية التي ترتدي بلوزة من الجينز يصل الى ركبتيها و قميص بأكمام قصيرة و ترتدي عليه معطفا بلون أزرق باهت و حذاء صوفي طويل. لكن لياء تبدو أكثر أناقة بالنسبة لآية فهي تعبث في ارتداء الملابس لكنها تجيد الاختيار.. لا أحد يرتدي أجمل من لياء في نظر آية. لكن توقفي يا آية.. كيف لها ان لا تعرف مكان الإدارة و هي ابنة عميد الجامعة..

رؤى تحملق في عيني آية التي بقيت بصمت تفكر حتى ضحكت بكتم و قالت:" ألا تريدين أن تصبحي صديقة لي..؟!"

انتبهت آية أنها ما زالت مستيقظة و لوحت بيدها و قالت:" بالطبع ، أريد أن أصبح صديقتك..". رفعت رؤى يدها لتصافحها.

تستمتع آية بالمشي مع صديقتها الجديدة رؤى متناسية محاضرتها المهمة و كأنها ليست تلميذة من ذلك الصف. قدمت معلمة نحوهما فقلد أتت لتبدأ محادثة صغيرة مع رؤى لشرف لها أن تتعرف على ابنة العميد الجامعة. فالجميع يحاول ان يكون علاقة جيدة معها حتى تكون لهم وساطة جيدة و نستطيع أن نقول أن بعض من المعلمين لا يكترثون بهذه السخافات! لكن رؤى لديها قلب واسع، فهي ترحب بكل من يحدثها. سرحت آية و هي تنظر نحو رؤى التي كانت منسجمة بالحديث ، تعتقد أن رؤى محظوظة بجمالها و بعائلتها و يبدو أنها وحيدة و مدللة و تحظي باهتمام الجميع و تحصل على ما تريد بعكس آيةـ تعيش في منزل متواضع مع أختيها الكبار اللتان تحصلان على ما تريدان قبلها بصفة أنهما أكبر منها و أخيها الصغير الذي لا يكف عن مشاجرتها و أبٌ حنون و لكنه لا يتوقف من التذمر عن عمله والدتها التي تحرص أن تكون أفضل من زميلاتها في العمل و تحتل مراتب أعلى منهن.

أذنتها رؤى أنها ستذهب مع المعلمة التي تلح عليها بوجبة غداء معاً و وعدتها بلقاء آخر. ابتعدت عنهما آية و تذكرت ان هناك محاضرة تنتظرها. يبدو انه فات الأوان لتفكر بذلك. فهي لا تعرف أنها محظوظة أيضا لتأخرها فجميع زملائها يعانون وقتا عصيبا في مختبر الحواسيب مع معلم عجوز الذي لا يكف عن الشتم و التحديق المرعب.

أوقفها زميلها الذي وقف فجأة أمامها عن عالمها الخاص التي كانت تحملق به. و أخيرا نطق بأحرف بسيطة بعدما أشار نحو أوراق التي تحملها آية ، قلقد ظنت آية انه بكم لا يجيد التحدث!

-" اذا .. اذا .. سمحتِ .. أظن ان أحدى أوراقي بين أوراقك.."

-" ماذا..؟ "

-" لقد أضعت إحدى أوراقي المهمة حين اصطدمت بكٍ .."

-" آآه .. أحقا؟! سأبحث عنها.."

بحثت بين الأوراق و أخرجت بعضاً منها و قالت:" هذه هي ..!"

أخذ ليث الأوراق من يدها دون أن يتأكد بأنها هي ، تركها دون أن يقول بشيء آخر و عاد يمشي الى المختبر. أوقفته آية :" لحظة!"

توقف في مكانه و نظر الى الخلف :" نعم؟!"

-" دلني على الطريق الى المختبر.."

هز رأسه إيجابيا ، فتقدمت آية نحوه و وقفت بجانبه عن بعد متر و مشيا دون أي حديث متبادل. حتى وصلا الى المختبر. مد ليث يده ليدير مقبض الباب و ففتحه فإذا بأمامه وجه لعجوز قد كره العالم من حوله.

-" إسمكما؟! " قال بصوت أهج و خشن

بلع ليث ريقه فقد خاف أن يحوله هذا العجوز الى ضفدع يقضى حياته ينتظر قبلة من أميرة جميلة! لاسيما ان يشبه أحدى السحرة في ألعاب الالكترونية لإلياس. و أخيرا نطق أمير القصة:" أدعى لــ ..ليث"

لم تفهم آية قصة العجوز هنا ، الذي تخيلت انها رأته في أحدى مسلسلات الدرامية ، الجد الذي يبحث عن حفيدته منذ سنين :" أدعى آية " قالت بكل سرور و نشك أنها ستندم على هذه ابتسامة التي قدمته له.

-" غياب! .. عودا حيث كنتما .." و أغلق الباب أمامهما بعنف.

" حكاية ما ستطول !" نطقت آية و هي مصدومة

يتبع في الجزء الثاني ..

جميع الحقوق محفوظة

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS
Read Comments